فصل: سنة سبع وثلاثين ومئتين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة أربع وثلاثين ومئتين:

فيها توفي أحمد بن حرب النيسابوري الزاهد. قال فيه يحيى بن يحيى: إن لم يكن من الأبدال فلا أدري من هم رحل وسمع من بن عيينة وجماعة. وكان صاحب عزو وجهاد وموعظ ومصنفات في العلم رحمه الله.
وفيها الأمير إيتاخ التركي، مقدم الجيوش وكبير الدولة. خافة المتوكل وعمل عليه كل حيلة حتى قبض له عليه نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم، وأميت عطشاً وأخذ له المتوكل من الذهب ألف ألف دينار.
وفيها الإمام أبو خيثمة زهير بن حرب الحافظ، ببغداد، في شعبان.
وله أربع وسبعين سنة. رحل وكتب الكثيرعن هشيم وطبقته. وصنف. وهو والد صاحب التاريخ أحمد أبي خيثمة. وفيها أبو أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني البصري الحافظ الذي قال فيه صالح محمد الحافظ: ما رأيت أحفظ منه. سمع حماد بن يزيد وطبقته. وكان آية في كثرة الحديث وحفظه. ينظر بعلي بن المديني، ولكنه متروك الحديث.
وفيها أبو الربيع سليمان بن داود العتكي البصري الزهراني أبي الحافظ. كتب الكثير عن جرير بن حازم والكبار. وطال عمره واشتهر ذكره. وفيها أبو جعفر النفيلي الحافظ. أحد الأعلام، عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني، في ربيع الآخر عن سن عالية. روى عن زهير بن معاوية والكبار.
قال أبو داود: ثم أر أحفظ منه.
قال: وكان الشاذكوني لا يقر لأحد في الحفظ إلا للنفيلي.
وقال أبو حاتم: ثقة مأمون.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان النفيلي رابع أربعة: وكيع وابن مهدي وأبو نعيم وهو.
وفيها أبو الحسن علي بن بحر بن بري القطان البغدادي الحافظ الأهوازي. كتب الكثير عن عبد العزيز الدراودي وطبقته. وفيها علي بن المديني. وهو الإمام أحد الأعلام. أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي. مولاهم البصري الحافظ. صاحب التصانيف. سمع من حماد بن زيد وطبقته.
قال البخاري: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني.
وقال أبو داود ابن المديني أعلم بإختلاف الحديث من أحمد بن حنبل.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة بحديث سفيان بن عيينة. توفي في ذي القعدة وله ثلاث وسبعون سنة.
وفيها محمد بن عبد الله بن نمير الحافظ، أبو عبد الرحمن الهمداني الكوفي أحد الأئمة في شعبان. سمع أباه وسفيان بن عيينة وخلقاً.
قال أبو إسماعيل القرمذي كان الإمام أحمد بن حنبل يعظم محمد بن عبد الله بن نمير.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد الحافظ: ما رأيت بالكوفة مثله. قد جمع العلم. والسنة، والزهد. وكان قصيراً يلبس في الشتاء الباردة.
قال أحمد بن صالح المصري: ما رأيت بالعراق ومثله ومثل أحمد بن حنبل جامعين لم أر مثلهما بالعراق رحمها الله.
وفيها محمد بن أبي بكر بن علي بن مقدم، مولى ثقيف، الحافظ أبو عبد الله المقدمي البصري. توفي في أول السنة. روى عن حماد بن زيد وطبقته.
وفيها المعافى بن سليمان الرسعني. محدث رأس العين. روى عن فليح بن سليمان وزهير معاوية. وكان صدوقاً.
وفيها شيخ الأندلس يحيى بن يحيى بن كثير الفقيه، أبو محمد الليثي. مولاهم، الأندلسي في رجب. وله اثتنان وثمانون سنة. روى الموطأ عن مالك بفوت من الاعتكاف وانتهت إليه رياسة الفتوى ببلده. وخرج له عدة أصحاب. وبه انتشر مذهب مالك بناحيته. وكان إماماً كثير العلم، كبير القدر، وافر الحرمة، كامل العقل، كثير العبادة والفضل.

.سنة خمس وثلاثين ومئتين:

فيها ألزم المتوكل جميع النصارى بلبس العسلي وخصوا به.
وفيها توفي إسحاق بن إبراهيم الموصلي، أبو محمد النديم. كان رأساً في صناعة الأدب والموسيقى. أديباً عالماً أخبارياً شاعراً محسناً كثير الفضائل.
سمع من مالك وهشيم وجماعة. وعاش خمساً وثمانين سنة. وكان نافق السوق عند الخلفاء العباسية، بعد من الأجواد. وثقه إبراهيم الحربي.
وفيها إسحاق بن إبراهيم بن مصعب الخزاعي الأمير ابن عم طاهر ابن الحسين. ولي بغداد أكثر من عشرين سنة. وكان يسمى صاحب الجسر. وكان صارماً سائسأ حازماً وهو الذي كان يطلب الفقهاء ويمتحنهم بأمر المأمون. مات في آخر السنة.
وفيها سريج بن يونس البغدادي أبو الحارث الجمال العابد. أحد أئمة الحديث. سمع إسماعيل بن جعفر وطبقته. وهو الذي رأى رب العزة في المنام.
وفيها شيبان بن فروخ الأبلي من كبار الشيوخ وثقاتهم. روى عن جرير بن حازم وطبقته.
قال عبدان: كان عنده خمسون ألف حديث.
قلت: وهو شيبان بن أبي شيبة.
وفيها أبو بكر بن أبي شيبة.
وهو الإمام أحد الأعلام عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، صاحب التصانيف الكبار.
توفي في المحرم وله بضع وسبعون سنة. سمع من شريك فمن بعده.
قال أبو زرعة: ما رأيت أحفظ منه.
وقال أبو عبيد: انتهى علم الحديث إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة، وهو أسردهم له، وابن معين وهو أحفظهم له، وابن المديني وهو أعلمهم به. وأحمد ابن حنبل وهو أفقههم فيه.
وقال صالح جزرة: أحفظ من رأيت عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة.
وقال نفطويه: لما قدم أبو بكر بن أبي شيبة بغداد في أيام المتوكل حزروا مجلسه بثلاثين ألفاً. وفيها عبيد الله بن عمر القواريري البصري، الحافظ أبو سعيد ببغداد. في ذي الحجة روى عن حماد بن زيد وطبقته.
وقال صالح جزرة: هو أعلم من رأيت بحديث أهل البصرة.
وفيها وقيل سنة ست وعشرين. أبو الهذيل العلاف محمد بن الهذيل بن عبد الله البصري. شيخ المعتزلة ورأس البدعة. وله نحو من مئة سنة.

.سنة ست وثلاثين ومئتين:

فيها توفي بن إبراهيم بن المنذر الحزامي المدني، الحافظ أبو إسحاق محدث المدينة. روى عن ابن عيينة، والوليد بن مسلم، وطبقتهما فأكثر.
وفيها أبو معمر القطيعي إسماعيل بن إبراهيم ببغداد. روى عن شريك وطبقته. وكان ثقة صاحب حديث وسنة.
وفيها وزير المأمون وحموه أبو محمد الحسن سهل. وله سبعون سنة وكان سمحاً جواداً إلى الغاية ممدحاً. يقال إنه أنفق على عرس بنته بوران على المأمون أربعة آلاف ألف دينار. وفيها مصعب بن عبد الله بن مصعب، الحافظ أبو عبد الله الأسدي الزبير المدني النسابة الأخباري. سمع مالكاً وطائفة.
قال الزبير: كان عمي مصعب وجه قريش مروءة وعلماً وشرفاً وبياناً وقدراً وجاهاً. وكان نسابة قريش. عاش ثمانين سنة.
وفيها هدبة بن خالد القيسي البصري، أبو خالد الحافظ. سمع حماد ابن سلمة، ومبارك بن فضالة، والكبار، فأكثر.
قال عبدان الأهوازي: كنا لا نصلي خلف هدبة مما يطول. كان يسبح في الركوع والسجود نيفاً وثلاثين تسبيحة وكان من أشبه خلق الله بهشام بن عمار لحيته ووجهه وكل شيء منه، حتى في صلاته.

.سنة سبع وثلاثين ومئتين:

فيها وثبت بطارقة إرمينية على متوليها يوسف بن محمد فقتلوه.
فجهز المتوكل لحربهم بغا الكبير. فالتقوا عند أردبيل، فكسرهم بغا الكبير، وقتل منهم زهاء ثلاثين ألفاً، وسبى وغنم، ونزل بناحية تفليس.
وفيها غضب المتوكل على أحمد بن أبي دؤاد القاضي وآله وصادرهم، وأخذ منهم ستة عشر ألف ألف درهم.
وفيها توفي حاتم الأصم، أبو عبد الرحمن الزاهد، صاحب المواعظ والحكم بخراسان، وكان يقال له لقمان هذه الأمة.
وفيها عبد الأعلى بن حماد النرسي الحافظ، في جمادى الآخرة. روى عن حماد بن سلمة ومالك وخلق. وكان ممن قدم على المتوكل فوصله بمال.
وفيها عبد الله بن معاذ بن معاذ العنبري البصري. سمع أباه ومعمر بن سليمان.
قال أبو داود: كان فصيحاً يحفظ نحو عشرة آلاف حديث.
وفيها الفضل بن الجحدري، ابن أخي كامل بن طلحة. سمع حماد بن سلمة والكبار. وكان له حفظ ومعرفة.
وفيها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان المطلبي، ابن عم الشافعي. سمع الفضيل بن عياض وطائفة. وكان كثير الحديث ثقة.

.سنة ثمان وثلاثين ومئتين:

فيها حاصر بغا تفليس، وقد عصى بها إسحاق بن إسماعيل. فخرح للمحاربة، فأحيط به ضربت عنقه. وأحرقت تفليس فاحترق بها خلق.
وفيها أقبلت الروم في البحر في ثلاث مئة مركب، وأهبة عظيمة، فكبسو دمياط. وسبوا وأحرقوا، وأسرعوا الكرة في البحر، فأسروا ست مئة إمرأة.
وفيها توفي إسحاق بنذ راهوية وهو الإمام عالم المشرق أبو يعقوب ابن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي ثم النيسابوري الحافظ. صاحب التصانيف.
سمع عبد العزيز الدراوردي وبقية وطبقتهما. وعاش سبعاً وسبعين سنة. وقد سمع من ابن المبارك وهو صغير، فترك الرواية عنه لصغره.
قال الإمام أحمد: لا أعلم بالعراق له نظيراً، وما عبر الجسر مثل إسحاق.
وقال محمد بن أسلم: ما أعلم أحدأ كان أخشى لله من إسحاق. ولو كان سفيان حياً لاحتاج إلى إسحاق.
وقال أحمد بن سلمة: أملى علي إسحاق التفسير عن ظهر قلب.
وجاء عن غير وجه أن إسحاق كان يحفظ سبعين ألف حديث.
وقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق.
توفي إسحاق ليلة نصف شعبان بنيسابور.
وفيها بشر بن الحكم العبدي النيسابوري الفقيه، والد عبد الرحمن. توفي قبل إسحاق بشهر، وقد رحل قبله. لقي مالكاً والكبار، عني بالأثر.
وفيها بشر بن الوليد الكندي القاضي، العلامة أبو الوليد ببغداد، في ذي القعدة، وله سبع وتسعون سنة. تفقه على أبي يوسف، وسمع من مالك وطبقته. وولي قضاء مدينة المنصور. وكان محمود الأحكام كثير العبادة والنوافل.
وفيها الحسين بن منصور، أبو علي السلمي النيسابوري الحافظ. رحل وسمع وأكثر. أبي بكر بن عياش وابن عيينة وطبقتهما. وعرض عليه قضاء نيسابور فاختفى، ودعا الله فمات في اليوم الثالث.
وفيها طالوت بن عباد أبو عثمان الصيرفي البصري. له مشيخة عاليه مشهورة. روى عن حماد بن سلمة وطبقته. وكان ثقة. ولم يخرجوا له شيئا.
وفيها عمرو بن زرارة الكلابي النيسابوري، وله ثمان وتسعون سنة. روى عن هشيم وطبقته. وكان ثقة صاحب سنة.
وفيها عبد الملك بن حبيب مفتي أهل الأندلس ومصنف الواضحة وغير ذلك. في رابع رمضان، وله أربع وسبعون سنة. تفقه بالأندلس على أصحاب مالك: زياد بن عبد الرحمن شبطون وغيره. وحج سنة ثمان ومئتين.
فحمل بن عبد الملك بن الماجشون وطائفة. وتفرد بالمشيخة بعد يحيى بن يحيى. وهو في الحديث ليس بحجة.
وفيها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الداخل الأموي صاحب الأندلس، وقد نيف على الستين. وكانت أيامه اثنتين وثلاثين سنة. وكان محمود السيرة عادلاً جواداً مفضلاً، له نظر في العقليات، ويقيم الناس الصلوات، ويهتم بالجهاد.
وفيها محمد بن بكار بن الريان ببغداد، في ربيع الآخر. سمع فليح بن سليمان وقيس بن الربيع بن الكبار.
وفيها أبو جعفر محمد بن الحسين البرجلاني. مصنف الزهديات وشيخ ابن أبي الدنيا.
وفيها محمد بن عبيد بن حساب الغبري بالبصرة. روى عن حماد بن زيد وطبقته. وكان ثقة حجة.
وفيها محمد بن أبي السري العسقلاني في شعبان. سمع الفضيل بن عياض وطبقته.
وفيها أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي الكوفي المقرىء الحافظ نزيل مصر، وقيل في السنة التي قبلها. سمع عبد العزيز الدراوردي وطبقته.

.سنة تسع وثلاثين ومئتين:

فيها غزا المسلمون وعليهم علي الأرمني، حتى شارفوا القسطنطينية، فأغاروا وأحرقوا ألف قرية وقتلوا وسبوا.
وفيها عزل يحيى بن أكثم عن القضاء وصودر، وأخذ منه مئة ألف دينار.
وفيها توفي مفتي بلخ أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الباهلي البلخي الحنفي الفقيه في جمادى الأولى. أخذ عن أبي يوسف، وسمع من مالك وجماعة.
وكان رئيساً مطاعاً فأخرج قتيبة من بلخ لعداوة بينهما. وخرج له النسائي وهو شيخه.
وفيها داود بن رشيد، أبو الفضل الخوارزمي، ببغداد، في شعبان. سمع إسماعيل بن جعفر وطبقته. وكان ثقة، وامتنع من الرواية.
وفيها صفوان بن صالح، أبو عبد الملك مؤذن جامع دمشق. روى عن الوليد بن مسلم وطبقته. وكان حنفي المذهب.
وفيها الصلت بن مسعود الجحدري. قاضي سامراء في صفر. روى عن حماد بن زيد وطبقته. وفيها عبد الله بن عمر بن أبان الكوفي مشكدانه. روى عن أبي الأحوص وجماعة كبيرة. وفيها عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي الحافظ. وكان أكبر من أخيه أبي بكر. رحل وطوف وصنف التفسير والمسند. وحضر مجلسه ثلاثون ألفاً. روى عن شريك وأبي الأحوص وخلق.
وفيها محمد بن مهران، أبو جعفر الجمال الرازي الحافظ. رحل وطوف. وروى عن فضيل بن عياض وخلق كثير.
وفيها محمد بن يحيى بن أبي سمينة، أبو جعفر البغدادي التمار الحافظ في ربيع الأول. سمع المعافي بن عمران وطائفة.
وفيها محمود بن غيلان، أبو أحمد المروزي الحافظ محدث مرو صبح وحدث ببغداد عن الفضل بن موسى وابن عيينة وطائفة.
قال الإمام أحمد بن حنبل: أعرفه بالحديث صاحب سنة. حبس بسبب القرآن.
وفيها وهب بن بقية الواسطي. ويقال له وهبان. روى عن هشيم وأقرانه.

.سنة أربعين ومئتين:

فيها توفي أحمد بن أبي دؤاد قاضي القضاة أبو عبد الله الإيادي وله ثمانون سنة وكان فصيحاً مفوهاً شاعراً جواداً ممدحاً رأساً في التهجم وهو الذي شعب على الإمام أحمد بن حنبل وأفتى بقتله. وقد مرض بالفالج قبل موته بنحو أربع سنين، ونكب وصودر.
وفيها توفي أبو ثور بن إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي الفقيه أحد الأعلام. تفقه بالشافعي. وسمع من ابن عيينة وغيره. وبرع في العلم ولم يقلد أحداً.
قال الإمام احمد: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة. وهو عندي في صلاح سفيان الثوري.
وفيها الحسن بن عيسى بن ماسرجس، أبو علي النيسابوري. توفي في أول السنة بطريق مكة. وكان ورعاً ديناً ثقة. أسلم على يد ابن المبارك، وسمع الكثير منه، ومن أبي الأحوص، وطائفة. ولما مر ببغداد وحدث بها عدوا في مجلسه اثني عشر ألف محبرة.
وفيها أبو عمرو خليفة بن خياط العصفوري البصري الحافظ شباب صاحب التاريخ والطبقات وغير ذلك. وسمع من يزيد بن زريع وطبقته.
وفيها سويد بن سعيد، أبو محمد الهروي الحدثاني، نسبة إلى الحديثة التي تحت عانة. سمع مالكاً وشريكاً وطبقتهما. وكان مكثراً، حسن الحديث، بلغ مئة سنة.
قال أبو حاتم: صدوق كثير التدليس.
وفيها سويد بن نصر المروزي. رحل وكتب عن ابن المبارك وابن عيينة. وعمر سبعين سنة. وفيها سحنون مفتي القيروان وقاضيه، أبو سعيد عبد السلام بن سعيد ابن حبيب التنوخي الحمصي الأصل المغربي المالكي. صاحب المدونة. أخذ عن أبي القاسم، وابن وهب، وأشهب، وله عدة أصحاب، وعاش ثمانين سنة.
وفيها عبد الواحد بن غياث المربدي البصري. سمع حماد بن سلمة وطبقته.
وفيها محدث خراسان أبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي، مولاهم، البلخي ثم البغلاني الحافظ، وأسمه يحيى، وقيل علي. وقتيبة لقبه. سمع مالكاً والليث والكبار. ورحل العلماء إليه من الأوطان. وكان من الأغنياء التقاة ببغلان.
وفيها أبو بكر الأعين محمد بن أبي عتاب الحسن بن ظريف البغدادي الحافظ، في جمادى الأولى. سمع زيد بن الحباب وطبقته. ورحل إلى الشام ومصر وسمع صنف.
وفيها الليث بن خالد أبو الحارث، المقرىء الكبير صاحب الكسائي. وكان من أعيان أهل الأداء ببغداد. وتوفي قبل الأربعين تقريباً.
وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي الواسطي الحافظ. روى عن الوليد بن مسلم وجماعته. وهو ضعيف.
قال البخاري: فيه نظر.
وعبد العزيز بن يحيى الكناني المكي صاحب الحيدة. سمع من سفيان بن عيينة، وناظر بشراً المريسي. وهو معدود في أصحاب الشافعي.
ونصر بن يوسف الرازي النحوي المقرىء تلميذ الكسائي.
وعمر بن زرارة الحدثي. ثقة، له مشيخة مشهورة. روى عن شريك وجماعة.
وأبو يعقوب الأزرق المقرىء صاحب ورش. وكان مقرىء ديار مصر في زمانه. وأسمه يوسف بن عمرو بن يسار.
وأبو الفضل أحمد المعدل بن غيلان العبدي البصري الفقيه المالكي المتكلم، صاحب عبد الملك بن الماجشون وكان فصيحاً مفوهاً. له عدة مصنفات. وعليه تفقه إسماعيل بن إسحاق والبصريون.

.سنة إحدى وأربعين ومئتين:

فيها، في ثاني عشر ربيع الأول. بكرة الجمعة، شيخ الإسلام وعالم أهل العصر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الدهلي ثم الشيباني المروزي ثم البغدادي. أحد الأعلام ببغداد، وقد جاوز سبعاً وسبعين سنة بأيام. وكان أبوه جندياً فمات شاباً أول طلب أحمد للعلم، في سنة تسع وسبعين ومئة. فسمع بن هشيم، وإبراهيم بن سعد، وطبقتهما. وكان شيخاً أسمرَ مديد القامة مخضوباً، عليه سكينة ووقار. وقد جمع ابن الجوزي أخباره في مجلد، وكذلك البيهقي وشيخ الإسلام الهروي. وكان إماماً في الحديث وضروبه، إماماً في الفقه ودقائقه، إماماً في السنة وطرائقها، إماماً في الورع وغوامضه، إماماً في الزهد حقائقه. رحمة الله عليه.
وفيها توفي جبارة بن المغلس الحماني الكوفي، عن سن عالية. روى عن شبيب بن أبي شيبة، وأبي بكر النهشلي. وهو ضعيف عندهم.
وفيها الحسن بن حماد، الإمام أبو علي الحضرمي البغدادي سجادة. روى عن أبي بكر بن عياش وطبقته. وكان ثقة صاحب سنة. وله حلقة وأصحاب.
وفيها أبو توبة الحلبي، واسمه الربيع بن نافع الحافظ. سمع معاوية بن سلام وشريكاً والكبار. روى البخاري ومسلم عن رجل عنه.
وفيها عبد الله بن منير. أبو عبد الرحمن المروزي. الزاهد القانت الذي قال البخاري: لم أر مثله روى عن يزيد بن هارون وطبقته. وكان ثقة.
وفيها أبو قدامة السرخسي. عبيد الله بن سعيد الحافظ. سمع سفيان بن عيينة وطبقته.
وفيها يعقوب بن حميد بن كاسب المحدث: مدني مشهور. نزل مكة وروى عن إبراهيم بن سعد طبقته.